أيش هو الاستحقاق الهادئ
هو إحساس داخلي ثابت وبسيط يقول: "وجودي كافٍ"، قيمة ما تحتاج إثبات أو شرح.
مش كبرياء متعالي ولا ثقة مزيفة، بل شعور ناعم بقبول الذات يخليك تكون إنسانًا كما أنت،
بأخطائك واحتياجاتك، من غير ما تتحكّم بك آراء الناس أو الضغوط.
ليش نحس فيه؟
لأن النفس، مهما تعلّمت أو نضجت، تظل تتمنى اللحظة اللي تحس فيها أنها ممكن تكون كافية بدون ما تقدم شيء.
طيب متى نحس فيه؟ لما تتكرر علينا تجارب اللي تحسسنا بـ
"أنت محبوب حتى لو ما كنت مثالي، حتى لو ارتبكت، حتى لو ما قدمت شيء."
هذه التجارب — سواء من علاقة آمنة، أو جلسة علاجية، أو لحظة صدق داخلي — تبدأ تفكك الرسائل القديمة اللي كانت تربط القيمة بالإنجاز أو السكوت أو التضحية.
الاستحقاق الهادئ يظهر لما نبدأ نصدّق إننا نستحق اللطف بدون شروط -واللطف الغير مشروط ما يعني اننا نكون مؤذيين للي حولنا ونظل ننتظر لُطف!-.
هو ينشأ مش لأننا تغيّرنا، بل لأننا تجرّأنا نكون كما نحن، ولقينا من يحتوينا.
هو ما يجي فجأة، ولا يثبت بسرعة
يبدأ كهمسة، كارتياح بسيط، كفكرة تقول:
"يمكن… يمكن أكون كافي."
ويكبر لما نسمح له يعيش فينا، مش كامتياز، بل كحق إنساني.
لأننا نحس فيه لما ننجو من علاقات كانت تربط الحب بالخوف، ونختار نعيد تعريف القرب كأمان، مش اختبار.
أيش علاماته؟
لمّا تقى نفسك ترد على المديح بهدوء بدل التحفّز لتقديم المزيد؛ لما تفشل، ما تنهار بل تتقبل الخطأ كدرس؛
تقدر تقلل من ضغوط إرضاء الناس لأنك ما تشعر بأن قبولهم شرط لاستمرارك؛ لمّا تضع حدودك بلا ذنب،
وتطلب احتياجاتك بصراحة دون خوف أن تُعتبر عبئًا. باختصار، الاستحقاق الهادئ يخلي وجودك أقل تذبذبًا وأكتر سلامًا.
أيش الرسالة اللي يشتي الاستحقاق الهادئ يوصلها لنا؟
"أنت لست مشروعًا لتصحيح؛ أنت كامل بما يكفي لتلقى اللطف والاحترام." يريد أن يحررك من السباق الدائم لإثبات القيمة ويعطيك عزيمة هادئة لتختار من مكان أمن داخلي بدل الخوف من الرفض.
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج تجارب متكررة من الاحتواء الثابت، رسائل داخلية رحيمة، وبيئة (أصدقاء، شركاء، أو معالج)
تسمح بالضعف دون عقاب. نحتاج ممارسات يومية: تكرار عبارات قبول، تدوين إنجازات صغيرة،
ومواجهات لطيفة للقيود الداخلية عبر حدود عملية وداعمة.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟
يخلّي العلاقات أعمق وأهدأ؛ ببساطة لأننا نطلب ونمنح بدون استنزاف، نتحمل الخلافات دون انهيار،
ونبني تواصلًا أكثر صدقًا لأننا ما نطلب من الآخرين يثبّتوا هويتنا. وفي العمل والحياة،
يقل التوتر ويزيد التركيز لأنّ طاقتنا لا تُهدر على إثبات الذات.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟
الاستحقاق الهادئ ممكن يتحوّل إلى تبلّد أو تبرير للجمود إذا فُسّر كموقف "لا أحتاج إلى النمو". نتخلص من هذا الجانب لمّا نربط القيمة بالمرونة؛ يعني نحافظ على اللطف الذاتي لكن نتحفّظ عن استخدامه كعذر للتقاعس. نمارس قبولًا نشطًا لأنفسنا -نعترف بالضعف ونخطط للتحسّن بهدوء- ونراجع حدودنا لنميّز بين راحة صحية وتكاسل يوقف التطور.
، ولو ما عرفنا نوازن الكفة فساعتها مافي أكفى وأجدر
من مختص نفسي لطيف يساعدنا نوزنها.💙