عندك فكرة عنه؟

السخط هو شعور أنساني طبيعي

أيش هو االسخط؟ السخط هو شعور بالاستياء العميق، يجي لما نحس إننا انظلمنا أو ما أخذنا حقنا أو ما أخذنا الشيء اللي استحقيناه -بغض النظر إذما كان الاستحقاق حقيقي أو وهمي - ، بس ما قدرنا نعبّر عن الظلم الحاصل أو نغيّر الوضع. هو غضب ساكن، يتراكم بصمت ويثقل القلب.

ليش نحس فيه؟ نحس فيه لما نعيش مواقف فيها قهر أو تجاهل، خصوصًا لما نحس إننا ما نقدر نرد أو نطالب بحقنا . السخط يطلع لما الألم يتكرر بدون حل، كأنه يقول " هذا الشي ما كان المفروض يحصل" .

أيش علاماته؟ علاماته تكون تفكير مستمر في الموقف، انسحاب، تعب جسدي، أو حتى رغبة بالانتقام. أحيانًا نحس بثقل في الصدر أو توتر في المعدة، كأن الجسم يحمل وجع ما قدر يفرغه.

أيش الرسالة اللي السخط يشتي يوصلها لنا؟ "في شي تجاوز حدودي، في شي ما احترمني، وأنا ساكت من وقت طويل." هو مش مجرد غضب، هو غضب متراكم ما لقى مساحة يُعبّر فيها، فصار ساكن، ثقيل، متلبّس فينا، أو "في حاجة داخلك تحتاج اعتراف، تحتاج عدالة، تحتاج صوت." يمكن تكون علاقة فيها تجاهل، أو موقف حسّسك إنك صغير، أو حتى نظام حياتك اللي ما عاد يشبهك. السخط يقول: "لا تطبّع مع القهر، لا تبرر اللي أذاك."

أيش اللي نحتاجه؟ نحتاج نسمع للسخط بدون خوف، نكتب عنه، نتكلم مع حد نثق فيه، ونسمح لأنفسنا نزعل على اللي صار. نحتاج نعرف إن مشاعرنا مش غلط، وإن التعبير عنها -في المكان الصح وللشخص الصح - هو أول خطوة للراحة.

كيف نستفيد من الجزء الحلو فيها؟ هو يكشف لنا فين انكسرنا، فين سكتنا عن اللي ما كان مفروض يُسكت، فين تنازلنا أو ضحينا عشان نرضي غيرنا. هو ما يجي إلا من مكان فيه قيمة… من شي كان غالي علينا وانخذلنا فيه. لما نسمع له، نبدأ نعرف ايش اللي ما نساوم عليه بعد اليوم. السخط يعلّمنا حدودنا، يعلّمنا ايش اللي لازم ما نرضى نمر فيه مرة ثانية، يعلّمنا كيف نوقف ونقول "أنا أستحق أكثر". هو بوابة للكرامة، مو للحقد. ولما نحتويه، نقدر نحوله من وجع ساكن إلى فعل واعي: نكتب، نواجه، نغيّر، أو حتى نغفر… بس من مكان فيه صوت، مش من مكان فيه كبت. السخط مش نهاية، هو بداية لوعي أعمق باللي نحتاجه عشان نعيش بصدق.

كيف نتخلص من الجزء السيء فيها؟ لما نوقف نكتمه ونبدأ نسمعه بلطف، بدون خوف من حجمه أو شدّته. ما ندفنه ولا نتركه يبلعنا، بل نسمح له يتكلم ونفهم ايش الشي اللي خلّاه يتراكم. نحتاج نعبّر عنه بطريقة آمنة: نكتب، نتكلم، نطلب توضيح أو اعتذار، أو حتى نختار نبتعد. السخط ما يزول بالقوة، يزول بالصدق، لما نسمح لأنفسنا نحزن، ونحط حدود، ونرجع نختار من مكان فيه كرامة. ولما نعيد توجيهه، يصير طاقة للتغيير، مش للحقد. نقدر نغفر، بس من مكان واعي، مو من مكان متجاهل. نقدر نرتاح، بس بعد ما نعترف بالوجع اللي خلانا نحس إننا ما كنا مرئيين، ولو حسينا اننا مش قادرين نفهم اوله من آخره ساعتها مافي أكفى وأجدر من مختص نفسي لطيف يساعدنا بفك الحبال اللي مقيدتنا💙