أيش هو الاشمئزاز؟
هو رد فعل داخلي يقول "هذا الشي يهدد نقائي، يخلّيني أنفر، يخلّيني أبعد".
هو مو بس نفور جسدي، هو رفض نفسي، كأن النفس تقول "هذا الشي ما يشبهني، ما أقدر أتحمله، ما أقدر أندمج معه".
هو شعور يحمينا من التلوّث، مو بس الحسي، بل العاطفي، الأخلاقي، وحتى الوجودي.
الاشمئزاز هو لما نواجه شي يخالف قيمنا، أو يخرّب إحساسنا بالسلام الداخلي، أو يخلينا نحس إننا مهددين على مستوى عميق.
ليش نحس فيه؟
نحس فيه لأن داخلنا فيه نظام حماية، نظام يفرز ايش اللي نقدر نحتويه، ايش اللي نحتاج نبتعد عنه.
الاشمئزاز يطلع لما نحس إن في شي يتعدّى على حدودنا النفسية، أو يخرّب إحساسنا بالكرامة، أو يخلينا نحس إننا ملوّثين، حتى لو ما لمسنا شي.
هو استجابة لحاجة داخلية للنقاء، للوضوح، وللأمان الأخلاقي أو العاطفي.
أيش علاماته؟
علاماته تكون في الانكماش، في التوتر، في الرغبة بالابتعاد، أو حتى في الغثيان.
أحيانًا يكون صمت، وأحيانًا يكون رفض واضح، بس في الحالتين هو محاولة لحماية النفس من شي تعتبره مهدد.
أيش الرسالة اللي الاشمئزاز يشتي يوصلها لنا؟
الاشمئزاز يقول لنا "هذا الشي يتعدّى على حدودك"، "هذا مش لك"، "أنت تستحق بيئة أنظف، أو علاقة أصدق، أو مساحة أأمن".
هو صوت إنذار داخلي يذكّرنا إننا نملك حق الرفض، وحق الابتعاد، وحق الحماية.
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج نسمع له بدون ما نخجل، نحتاج نراجع ايش اللي خلانا نحس بالاشمئزاز: هل هو موقف؟ شخص؟ فكرة؟
نحتاج نميّز بين الاشمئزاز اللي يحمي، وبين الاشمئزاز اللي ينعزل.
ونحتاج نسمح لأنفسنا نحط حدود واضحة، بدون ما نحس إننا قاسين أو متطلبين.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟
الاشمئزاز يعلّمنا ايش اللي ما يناسبنا، ايش اللي يهدد كرامتنا، ايش اللي يخالف قيمنا.
نستفيد منه لما نستخدمه كأداة للفرز، مش للحكم.
لما نسمح له يوجّهنا نحو علاقات أنظف، اختيارات أصدق، ومساحات فيها احترام لحدودنا النفسية.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟
لو صار الاشمئزاز عزلة، أو وسيلة لرفض كل شي مختلف، نحتاج نراجع: هل أنا أرفض لأنني متألم؟ ولا لأنني فعلاً مهدد؟
نحتاج نميّز بين الاشمئزاز اللي يحمي، وبين الاشمئزاز اللي يعزل.
ونحتاج نعلّم أنفسنا إن الحماية ما تعني الانغلاق، وإن النقاء ما يجي من رفض كل شي، بل من اختيار ما يناسبنا بوعي، ولو اختلطت الامور وما عرفنا نفرّق فساعتها مافي أكفى وأجدر من مختص نفسي لطيف يساعدنا نفند الأمور ونعرف💙.