أيش هي الطمأنينة؟
هي شعور داخلي بالأمان الهادئ، مش لأن كل شي تمام، وإنما لأنك صرت تثق إنك تقدر تواجه، حتى لو ما تعرف كيف.
هي لحظة يقول فيها الجسد "أنا مش مهدد"، ويقول فيها العقل "أنا مش مضطر أراقب كل شي"،
ويقول فيها القلب "أنا مسموح لي أرتاح، بدون ما أبرر".
الطمأنينة ما تجي من غياب الألم، بل من وجود مساحة نقدر نكون فيها على حقيقتنا، بدون خوف من الرفض أو الفقد.
هي لما نحس إننا مش لوحدنا، وإننا نستحق نكون بخير، حتى لو ما كنا مثاليين.
ليش نحس فيه؟
لأن داخلنا فيه حاجة فطرية للشعور بالأمان، بالانتماء، وبأننا مرئيين بدون تهديد. الطمأنينة تطلع لما نلاقي استجابة
لهذه الحاجة، سواء من علاقة صادقة، أو من لحظة نكون فيها على حقيقتنا بدون خوف، ولأن النفس تتعب من الترقّب، من الدفاع،
من التمثيل، وتشتاق لحالة تقول فيها "أنا مش مهدد، أنا مسموح لي أتصرف بدون ما أحسب ألف حساب للخطوات اللي بعد".
الطمأنينة هي رد فعل طبيعي لما نلاقي مساحة فيها قبول، فيها احتواء، فيها وضوح.
أيش علاماته؟
علاماتها تكون ارتخاء في الجسد، هدوء في التفكير، ونظرة فيها عمق بدون قلق.
حتى لو في مشاكل، نحس إننا نقدر نواجهها، لأن في شي داخلنا يقول "أنا بخير، مهما صار".
أيش الرسالة اللي الطمأنينة تحاول وصله لنا؟
الطمأنينة تقول لنا "أنت تستحق ترتاح"، "أنت مش مهدد"، "الحياة ممكن تكون مكان آمن". هي صوت داخلي يعلّمنا
إن الأمان مو بس خارجي، بل ينبع من علاقتنا بأنفسنا.
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج نكون في بيئة ما تطلب مننا نكون غيرنا، نحتاج ناس يسمعونا بدون حكم،
ونحتاج نسمح لأنفسنا نصدق إننا نستحق الأمان، حتى لو ما تعودنا عليه.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟
نستفيد منها لما نسمح لها توسّع داخلنا: نخليها تكون مرجع، نرجع لها كل مرة نحس إننا ضايعين.
نقدر نستخدمها كمساحة نراجع فيها قراراتنا، نعيد ترتيب أولوياتنا، ونفهم ايش اللي نحتاجه فعلاً، مش ايش اللي تعوّدنا نطلبه.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟
تصبح مؤذية لما تتحوّل من أمان إلى خدر، من راحة إلى انسحاب، من ثقة إلى تجاهل.
لما نستخدمها كغطاء للهروب، أو كعذر لعدم المواجهة، تصبح سكون مزيّف، يخدّر الألم بدل ما يحتويه.
نتخلص من هذا الجزء السيء لما نراجع انفسنا ونسألها : هل أنا مرتاح فعلاً؟ ولا بس ساكت؟
هل هذا الهدوء نابع من وعي؟ ولا من خوف؟ ولو ما عرفنا نجاوب هذه الاسئلة
فساعتها مافي أكفى وأجدر
من مختص نفسي لطيف يساعدنا نجاوبها ونعرف الحقيقة. 💙