أيش هو الندم؟
هو شعور داخلي يخلّي النفس تعيد المشهد، وتلوم نفسها على اختيار مضى.
هو وجع نابع من الإحساس إننا كنا نقدر نختار غير، بس ما سوّينا.
الندم مش بس على النتيجة، هو على الإحساس إننا السبب.
ليش نحس فيه طيب؟
نحس فيه لما نحس إننا ضيّعنا فرصة، أو اخترنا شي وطلع ما يناسبنا.
العقل يبدأ يشتغل على حاجة اسمها التفكير البديل، يعني يتخيّل كيف كان ممكن يصير لو سوّينا شي ثاني.
الدماغ يحاول يراجع الماضي عشان يتعلّم، بس أحيانًا يعلق في جلد الذات بدل ما يتطوّر.
الندم يطلع لما نحس إننا كنا نقدر نمنع الألم، بس ما سوّينا.
أيش علاماته؟
تفكير كثير، لوم للنفس، وإحساس إننا عالقين في الماضي.
نحس بثقل، نتهرّب من مشاعرنا، أو نغرق فيها.
نراجع كل تفصيلة، بس ما نقدر نغيّر شي.
أيش الرسالة اللي يشتي الندم يوصلها لنا؟
"أنا موجوع، بس لأني كنت أطمح لشي أحسن."
هو نداء داخلي يقول: "أنا أحتاج أتعلم، مش أظل ألوم نفسي."
الندم مش دليل فشل، هو دليل إننا نهتم، ونفكّر، ونراجع.
هو صوت يقول: "أنا كنت أشتّي أختار صح، بس ما كان عندي كل المعطيات."
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج نهدّي صوت "لو بس"، ونرجع للحظة اللي إحنا فيها.
نحتاج نميّز بين الندم اللي يعلّمنا، واللي يجلدنا.
يعني نستخدم الندم كأداة مراجعة، مش كعقاب دائم.
نحتاج نمارس الرحمة الذاتية، ونفكك فكرة إن الغلط يساوي نقص في القيمة.
ونحتاج نصدّق إننا نقدر نصلّح، حتى لو ما نقدر نرجّع الوقت.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟
الندم يعلّمنا، يخلّي قراراتنا الجاية أعمق، ويقوّي وعينا.
هو فرصة نراجع، نصلّح، ونتصالح مع اختياراتنا.
يخلّي النفس تصير أكثر حكمة، وأكثر رحمة، وأكثر دقة في المرات الجاية.
نستفيد منه لما نستخدمه كأداة للتعلّم، مش كأداة للعقاب.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟
نلاحظ متى الندم يتحوّل إلى تفكير مفرط، أو جلد ذات.
نرجع للحاضر، ونشتغل على بناء أمان داخلي يخلّي الماضي ما يسيطر.
نحيط أنفسنا بلغة فيها احتواء، ونسمح لأنفسنا نغلط، ونتعافى.
نمارس الرحمة الذاتية، ونفكك فكرة إن الخطأ يساوي نقص في القيمة،ودائما نحتاج مختص نفسي لطيف يسمعنا بدون حكم ويساعدنا نحن على انفسنا ويعلمنا كيف نتعامل معها.💙