عندك فكرة عنه؟

التوتر هو شعور انساني طبيعي

أيش هو التوتر؟ هو صوت داخلي يقول "في شي ممكن ينهار، وأنا لازم أكون جاهز". هو حالة من الاستنفار، كأن الجسد والعقل قاعدين يراقبوا كل شي، يحاولوا يمنعوا الخطر قبل ما يصير، حتى لو ما في خطر فعلي. هو مو ضعف، هو استجابة ذكية من النفس تحاول تحمي نفسها، بس أحيانًا تبالغ، وتخلينا نعيش وكأننا في معركة مستمرة.

ليش نحس فيه؟ لأن داخلنا تعلّم إن الأمان مش مضمون، وإننا لازم نكون يقظين عشان ما نتأذى. التوتر يطلع لما نحس إننا مهددين، أو لما نحمل مسؤولية أكبر من طاقتنا، أو لما نكون في بيئة ما تسمح لنا نرتاح بدون شروط. هو استجابة لحاجة داخلية للأمان، لما ما نلاقيه، يبدأ الجسد والعقل يشتغلوا زيادة عن اللزوم، كأنهم يقولوا "أنا لازم أسيطر، عشان ما أنكسر".

أيش علاماته؟ علاماته تكون شدّ في الجسد، أفكار متسارعة، نوم مضطرب، وصوت داخلي يقول "انتبه، لا تغلط، لا ترتاح". أحيانًا يصير صمت، وأحيانًا يصير انفجار، بس في الحالتين هو محاولة للبقاء.

أيش الرسالة اللي التوتر يحاول يوصلها لنا؟ التوتر يقول لنا "أنا خايف"، "أنا محتاج أمان"، "أنا شايل أكثر من اللي أقدر عليه". هو ما يجي عشان يعذّبنا، يجي عشان ينبهنا إن في شي داخلنا محتاج احتواء، مش تجاهل.

أيش اللي نحتاجه؟ نحتاج أحد يسمعنا بدون ما يطلب مننا نهدأ، نحتاج نبطئ، نرجع للجسم، نسمح له يتنفس بدون شدّ. نحتاج نراجع أيش اللي خلانا نحس إننا لازم نكون يقظين طول الوقت: هل هو خوف قديم؟ تجربة ما انقال عنها؟ أو بيئة ما تسمح لنا نرتاح؟ نحتاج نعيد تعريف الأمان: مش كسيطرة، بل كثقة. نحتاج نسمح لأنفسنا نكون بشر، نغلط، نرتبك، ونطلب مساعدة بدون ما نحس إننا فشلنا.

كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟ الجزء الحلو في التوتر هو إنه يكشف لنا ايش اللي يهمنا فعلًا، ايش اللي نخاف نخسره، ايش اللي نحاول نحميه. هو ما يجي إلا لما يكون في شي غالي، شي له معنى، شي نحس إنه يستحق القلق. نستفيد منه لما نستخدمه كـ بوصلة داخلية، مش كـ سجن. لما نوقف ونقول: "ليش أنا متوتر؟ ايش اللي أحاول أحميه؟ هل أقدر أطلب دعم؟ هل أقدر أرتّب أولوياتي؟" التوتر يعلّمنا نراجع حدودنا، نعيد تقييم علاقاتنا، ونفهم ايش اللي يستهلكنا بدون ما يعطينا راحة. نقدر نستخدمه كـ محفّز نعيد فيه تنظيم حياتنا، نختار من جديد، ونحط حدود تحمينا بدل ما تخلينا نعيش في حالة طوارئ مستمرة.

كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟ نتخلص منه لما نوقف نعامل أنفسنا كأنها لازم تتحمّل كل شي بصمت. لما نسمح للتوتر يكون رسالة، مو وصمة. لما نسمع له ونقول: "أنا شايل أكثر من طاقتي، وأنا أستحق أرتاح." نحتاج نراجع وش اللي يخلينا نعيش في حالة طوارئ مستمرة: هل هو خوف من الفشل؟ هل هو شعور إننا لازم نثبت أنفسنا؟ هل هو بيئة ما تسمح لنا نغلط؟ ونبدأ نفكك هذه الأفكار، وحدة وحدة، بلطف. نحتاج نرجع للجسم: نمارس تنفس عميق، نتحرّك، نكتب، نهدأ. نحتاج نرجع للعلاقات: نطلب دعم، نشارك، نسمح لأنفسنا نكون مرئيين حتى في ضعفنا. ونحتاج نرجع لأنفسنا: نعيد تعريف النجاح، نعيد تعريف الأمان، ونسمح لأنفسنا نكون بشر، مو آلات إنتاج. التوتر ما يزول لما ننجز أكثر، يزول لما نصدق إننا نستحق نرتاح، حتى لو ما أنجزنا شي. ولو ما عرفنا نضبط هذا الميزان فساعتها مافي أكفى وأجدر من مختص نفسي لطيف يساعدنا نعرف نجاوب هذه الاسئلة ونفهمها صح 💙