عندك فكرة عنه؟

هو شعور انساني

أيش هو الجحود الداخلي؟ هو لما النفس تغمض عينها عن الموجود، وتظل تلاحق الناقص. هو شعور يقول: "ما في شي يستحق التقدير"، حتى لو الخير حوالينا. هو حالة إنكار، مش لأن النعمة مش موجودة، بل لأن النفس مش قادرة تشوفها. كأن القلب مشغول بالمقارنة، والعين مشغولة باللي ناقص.

ليش نحس فيه؟ نحس فيه لما نكون مرهقين، أو لما المقارنة تسرق منّا القدرة على الملاحظة. لما نربط قيمتنا باللي ينقصنا، مش باللي نملكه. الجحود الداخلي يطلع لما النفس تحس إنها ما تستحق، أو إنها دايمًا أقل. هو رد فعل على شعور داخلي بالحرمان، حتى لو الواقع فيه وفرة. هو محاولة لتبرير الشعور بالنقص، كأنه يقول "ما في شي يستاهل الشكر، عشان كذا أنا ناقص".

أيش علاماته؟ كثرة التذمّر، قلة التقدير، والنظرة اللي دايمًا تقول "مش كفاية". حتى الأشياء الحلوة تصير عادية، وحتى الناس الطيبة ما تُلاحظ. تقلّ البسمة، تزيد المقارنة، وتصير الحياة ثقيلة. وفيه صوت داخلي يقول: "أنا ما أشوف شي يستحق الشكر."

أيش الرسالة اللي يحاول يوصلها لنا؟ "أنا موجوع، وأنا محتاج أشوف شي يخليني أرتاح." هو نداء داخلي يقول: "أنا مشغول بالناقص، بس مش لأن الموجود سيء… لأني تعبت." هو دعوة للتأمل، للملاحظة، ولإعادة الاتصال بالواقع بدون ضغط. يقول: "أنا محتاج أهدأ، عشان أقدر أشوف النعمة من جديد."

أيش اللي نحتاجه؟ نحتاج مختص يدرّب عقلنا يشوف الموجود، مش بس يلاحق الناقص، ويعيد توجيه إدراكنا السلوكي والمعرفي، عشان يغير زاوية النظر ويفكك المقارنة. يعلمنا نمارس الامتنان كعادة معرفية، مش كمزاج، لأن التكرار يعيد تشكيل مناطق الدماغ المرتبطة بالرضا، نستخدم التوثيق والكتابة كأدوات عملية تساعدنا نلاحظ الخير، حتى لو بسيط. ونحتاج نسمح لأنفسنا نكون صادقين: نشتكي لما نحتاج، ونشكر لما نقدر… بدون ضغط، وبدون تجميل.

كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟ الجحود الداخلي يكشف لنا فين الخلل، فين الألم، فين التعب، فين الاحتياج. هو فرصة نراجع علاقتنا بالواقع، ونشوف ايش اللي نحتاج نصلّحه بداخلنا. يخلّي النفس تقول: "أنا مش جاحد، أنا موجوع… بس أحتاج أتعافى." نستفيد منه لما نسمح له يعلّمنا، مش يسيطر علينا.

كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟ الجزء السيء هو وجوده، فعشان نتحلص منه لازم نبدأ نلاحظ، نكتب، ونخلق لحظات فيها تقدير، حتى لو بسيط. نقلّل المقارنة، ونزيد التأمل، ونسمح لأنفسنا نعيش من مكان فيه وعي. نحيط أنفسنا بناس يذكّرونا بالخير، مش بالناقص. ومع الوقت، يرجع الامتنان، كأنه نور داخلي يشتغل من جديد، ونراجع مع مختص نفسي لطيف يساعدنا نعيد نوزن الأمور صح 💙.