أيش هو التعلق التجنبي؟
هو نمط من التعلّق يخلي الشخص يفضّل المسافة على القرب، ويخاف من الانكشاف العاطفي.
يحس إن الاعتماد على الآخر ضعف، وإن التعبير عن المشاعر يهدّد استقلاله.
العلاقة ترجع شي يُراقب من بعيد، بس ما يُندَمج فيه بصدق.
ليش نحس فيه؟
نحس فيه لما نكبر في بيئة فيها تجاهل لمشاعرنا، أو استجابة باردة، أو نقد وقت التعبير.
النفس تتعلّم إن القرب مؤلم، وإن الأفضل نكون مستقلين عاطفيًا عشان نحمي أنفسنا.
بحسب العالِم Fraley، هذا النمط يتكوّن لما الطفل يواجه رفض أو إهمال وقت الاحتياج، فيبني دفاع داخلي ضد القرب.
أيش علاماته؟
الشخص اللي عنده تعلّق تجنّبي غالبًا يظهر بثقة وهدوء، لكنه داخليًا يبني جدار عاطفي يمنعه من القرب الحقيقي.
يتجنّب الحديث عن مشاعره، ويتهرّب من المواقف اللي فيها ضعف أو احتياج.
يحس إن العلاقة لازم تبقى تحت سيطرته، وإن القرب يهدّد توازنه الداخلي.
وقت ما العلاقة تبدأ تصير عميقة، يبدأ ينسحب أو يخلق مسافة، حتى لو كان يشتّي القرب.
يواجه صعوبة في استقبال الطمأنة أو طلب الدعم، وكأن النفس تقول: "القرب مش آمن، فخليني أبقى بعيد."
أيش الرسالة اللي التعلق التجنبي يشتي يوصلها لنا؟
"أنا أشتّي قرب، بس القرب يوجّع… فخليني أختار البُعد، حتى لو كنت أشتّيك."
هو مش رفض للحب، هو خوف من تكرار خذلان قديم، من لحظة كان فيها الاحتياج عيب، أو التعبير ضعف.
هو محاولة لحماية النفس من ألم ما قدرت تحمله زمان، فصارت تبني جدار، وتقول: "أنا بخير لوحدي."
بس الحقيقة؟ النفس تشتّي أحد يقرّب بهدوء، بدون ضغط، بدون تهديد، ويقول لها:
"أنا هنا، وما باجرحك… القرب ممكن يكون آمن."
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج نراجع علاقتنا بالمشاعر: هل نسمح لأنفسنا نحس؟
نحتاج نجرّب القرب بشكل تدريجي، ونلاحظ إن الأمان ممكن يكون موجود.
نحتاج نبني علاقة فيها وضوح، واستجابة، واحتواء بدون ضغط. نحتاج مختص نفسي لطيف يساعدنا نحل ذا الشيء.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيه؟
التعلّق التجنّبي يخلّي الشخص واعي لحدوده، ويقدّر الاستقلال.
هو فرصة نبني علاقة فيها توازن بين القرب والمسافة، بين المشاركة والخصوصية.
ولما نشتغل عليه، نقدر نكون شركاء يحترموا المساحة، بس ما يهربوا من العمق.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيه؟
لما نكسر الجدار اللي بنيناه حول مشاعرنا، بهدوء، وبخطوات صغيرة.
نبدأ نلاحظ متى نهرب من القرب، ومتى نخاف من الانكشاف، مش لأننا ما نشتّيه، بل لأننا ما تعوّدنا عليه.
نسمح لأنفسنا نحس، نطلب، ونعبّر… حتى لو بصوت منخفض، حتى لو بكلمة بسيطة.
نراجع فكرتنا عن الاعتماد: هل هو ضعف؟ ولا هو مشاركة؟
نجرّب القرب مع ناس يخلّونا نحس إن التعبير ما يجيب خذلان، وإن المسافة مش دايمًا أمان.
ومع الوقت، نكتشف إن القرب ما يهدّدنا… بل يخلّي النفس ترتاح، وتتنفّس، ومافيها أي مشكلة لو ما عرفنا نتعامل مع انفسنا ولجأنا لمختص نفسي لطيف يساعدنا نشوف الأمور من زوايا مختلقة ويعلمنا كيف نتعامل مع نفسنا 💙.