أيش هي الدهشة؟
الدهشة هي لحظة تتوسّع فيها النفس قبل العقل، كأن الوجود يطلّ علينا من زاوية ما كنا نشوفها.
هي انكشاف داخلي، مش بس لشي جديد، بل لطريقة جديدة نعيش فيها الشي القديم.
هي توقف الزمن، وانفتاح القلب، وارتباك جميل في الإدراك.
هي لما الشي يقول لنا "أنا أعمق مما ظنيت، وأنت أوسع مما كنت تعرف."
ليش نحس فيها؟
نحس فيها لما ينهار التوقّع، ويظهر شي يخلّي النفس تتساءل قبل ما تحكم.
لأن داخلنا فيه جزء يشتاق للانكشاف، ويخاف من التكرار، ويبحث عن معنى أوسع.
الدهشة تطلع لما نواجه شي يوقظ فينا إحساس إننا ما زلنا أحياء.
هي استجابة فطرية لحاجة النفس إنها تتوسّع، مش بس تفهم.
أيش علاماتها؟
الصمت اللي يسبق الكلام، وفي النظرة اللي تقول "أنا شفت شي غيّرني".
الجسد يهدأ، التنفّس يتباطأ، والعقل يصير حاضر بدون مقاومة.
أحيانًا تكون شهقة، أحيانًا ابتسامة، وأحيانًا دمعة ما لها تفسير.
هي لحظة بدون دفاع، هي لحظة انفتاح كامل.
أيش الرسالة اللي الدهشة تحاول توصلها لنا؟
الدهشة تقول لنا: "أنت مش محصور في اللي تعرفه، في شي أكبر ينتظرك."
هي دعوة للتواضع، ولإعادة النظر، وللسماح للحياة إنها تفاجئنا.
تقول: "فيك مساحة ما انكشفت، وفي العالم معنى ما انقال."
هي تذكير إننا نقدر نندهش، يعني نقدر نعيش من جديد.
أيش اللي نحتاجه؟
نحتاج نبطئ، نلاحظ، ونسمح للدهشة تدخل بدون ما نكبتها.
نحتاج بيئة ما تستهزئ بالانبهار، بل تحتفل فيه كعلامة على حياة حيّة.
نحتاج نخفّف من التوقّع، ونفتح مجال للانكشاف.
ونحتاج نكون صادقين مع اللحظة، بدون استعجال للفهم.
كيف نستفيد من الجزء الحلو فيها؟
الدهشة توسّع مداركنا، تعزّز الإبداع، وتخلّي النفس تعيش الحياة كأنها لأول مرة.
تحفّز التعلّم، وتزيد من التواضع والانتماء للكل.
نستفيد منها لما نسمح لها تغيّرنا، مو بس تبهرنا.
هي مدخل للشفاء، وللحب، وللإبداع اللي يجي من الداخل.
كيف نتخلص من الجزء السيء فيها؟
لما تصبح الدهشة مربكة، أو تخلخل إحساسنا بالثبات، ما نكبتها… نحتويها.
نرجع للجسم، نبطئ، ونفكك الانكشاف على مراحل، كأننا نعيد ترتيب الداخل بلطف.
نحتاج نحيطها بفهم، مو بحكم، ونسمح لأنفسنا نكون ضايعين شوي، بدون ما نعتبره انهيار.
الدهشة المؤلمة ما تُلغى، تُفهم… لأنها أحيانًا تكون بداية وعي جديد، بس بلغة ما تعلّمناها بعد،
وطبعا مافي أكفى وأجدر من مختص نفسي لطيف يساعدنا نفهم مشاعرنا لما نتوه فيها. 💙